بلاد الجزائر غنية جدا في أعشابها الطبيعية المتنوعة لما لها من مساحات واسعـــة ومناخات عديدة: بحريـة، قــارية، صحــراوية، ولمـا تتمتع به من تربة متنوعة وخصبة. ولا شـك أن لهذه المناخات والتربة من أثر بالغ ليـس فقط على شدة التنوع النباتي ولكن أيضا على تركيب النباتات واعطـائهـا المميـّـزات الخاصة.
وقد دلت التجارب أن نباتات المناطق المعتدلة أكثر فعـّاليـة وأغنى في العناصر المفيدة من نباتات المناطق الباردة. كمـا أثبتت الدراسات العديدة أن بالجزائر ما لايقـل عن 3500 نوع من النباتات منها ما تعود إلى المناخات الحارة ومنها ما تعود إلى المناخات المعتدلة. وإن من بين هذا العدد منها حوالي 1900 نوع يمكن العثور عليها في إسبــانيـا وما يقارب 1500 نوع في إيطاليا وأخرى لا نعثر عليها إلا في البلدان الصحراوية وأخرى أصلية لا نجدها إلا في بلدان شمال إفريقيـا، بل هناك أشكال نباتية لا تظهر إلا في أماكن معدودة أو محدودة للغاية بالجـزائر، وأن هناك أنواع لازالت مدسـوسة في الطبيعة لم تكتشف بعد رغم كثرة ما ألّــف عن الأعشاب الجزائرية.
وإن من بين هذه الثروة النباتية ما لا يقل عن الخمسمائة عشــبة متداولة بين الأهالي في الطبابة ومعروفة لدى السكان إذ منها ما يقارب المائة عشــبة طبية نجدها تباع لدى العشـابين في الأسـواق، خاصة الأسواق الأسبوعية في الأرياف أو في دكاكين العشـابين بالمدن.
ولا يخفى ما لهذه الثروة النباتية من قيمة إقتصـاديـة لا يمكن إهمالها أو إستهـانتهـا إذ في ذلك خسارة عظيمة بل يجب المحافظة عليها وتنميتهـا، وتقييمهـا، ذلك أن الإنسان جزء من الطبيعة منها خلـق، وإليها يعود ومنها يحيــا، ولقد أحبها كمـا يحب الحيـاه، ومن عادة المحبوب أن يرعى محبوبه ويحفظه ويغيــر عليه لتدوم وتستمر محبته وسعـادتـه.
فالمحافظة على الطبيعة معناها المحافظة على حياته وفي تخريبه للطبيعة أو إهمالها عواقب وخيمة تعود عليـه، وفي تقييمها وتقويمها منــافع عديدة لتنمية ثروته وإستغلال بيئته إستغلالا عقلانيا.
وكم من شخص يمر بالغـابـة دون التوقف لتمعـن في أسرارهـا وفوائدهـا الجليلة وما تكتنـزه من أسرار عجيــبة، فهو لا يعيرهـا إهتمـاما إلاّ بقـدر حاجتـه الحينيـة إليهـا، فمثـلا لا يعيـر إهتمـامه لمعرفـة هذه العشـــبة وخواصهـا ومنافعهــا إلاّ بقـدر مصلحتـه الخاصة فقط.
معلومات
إن معرفة النبتة معرفة حقيقية بوصفها وتحديد خصائصها وضبط مميزاتها و إسمها يعد أساس البحث العلمي الصحيح. ولا نبالغ إن قلنــا أن معرفــة إسم النبتــة معرفــة صحيحة وتمييزها عن غيرها يعد مهما للغـايـة، بل نصف البحث، فإعطاء الإسم الحقيقي للنبتــة مهم وذلك لأسباب عديدة نذكر منها:
- إختلاف العشـابين في تسمية النبتة الواحدة وتصنيفاتها.
- شدة التشابـــه بين النباتات وتنوعهـا، فهي صنوان وغير صنوان وإن كانت تسقى بماء واحد، مختلفة في الطعم واللون والحجم.. وهذا التنوع لا يعود فقط إلى الوراثة ولكن أيضا لعوامل أخرى عديدة معقدة، منها جغرافية: تــربة، منــاخ، موقــع، موضــع.. حيث لاحظنـا أن نفـس العشــبة تأخذ أشكـالا مختلفــة في البنيـة واللون والحجـم بإختلاف المنـاخ المحلي ونوعيـة التربـة. فالصعتـر مثـلا الذي يـزرع في المحبس يختلف عن الصعتـر الذي يزرع في الحقل وهذا يختلف عن الذي يقـوم تلقـائيـا..
- إختلاف الأسمـاء المحليـة لنفـس النبتـة الواحـدة المعروفـة محليـا من بلـد لآخـر بل في بعض الأحيان من إقليـم لآخر بنفـس البلـد إن لم يكن من مكان لآخـر في نفـس الإقليــم.
أغنى المناطق في النباتات الطبية هي جبال نوميديا وإيدوغ وهي أغنى المناطق مطرا في الجزائر وأكثف غابات
الأنواع النباتية الطبية الأكثر إستعمالا في الطبابة المحلية هي الضرو والإكليل والشيح وتاسلعـة
الأنواع النباتية الطبية المزروعة قليلة جدا إذا ما قورنت بالنباتات البرية
من بين 118 نبتة طبية توجد نبتتان فقط هما الزعتر الجزائري والعرعار الشائع من النباتات المحمية
تختلف إستعمالات النبتة الطبية من إقليم لآخر
أهم الأجزاء المستعملة من النبتة هي الأزهار تليها الأوراق. وتختلف بإختلاف النبتة بصفة عامة وباختلاف تركيز العناصر الفعالة. إذ منها ما يعالج بعروقها فقط ومنها ما يعالج بقشورها، ومنها ما تستعمل بذورها
فترة الجمع والإلتقاء تسود في الربيع لمعظم الأعشاب خاصة المركبات والشفويات ومنها ما تتم في فصل الخريف والنادر منها تجمع في فصل الشتاء أو الصيف
التنقيع هي الطريقة الشائعة في تعاطي المفردات غير السامة أما هذه فتستعمل خارج البدن في شكل ضمادات
أسباب تفضيل التداوي بالأعشاب يعود إلى وفرة العشبة بالدرجة الأولى، ومجانيتها في بعض الأحيان إذ يكفي للمستعمل أن يجمعها من البراري في فترات معينة. وقد يعود السبب إلى إنخفاض كلفتها، أو فعاليتها أو إجتناب المؤثرات الثانوية للعقاقير الصيدلانية، أو كلفتها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق