التسمية:
إشقيل
Scille Maritime (F)
Scilla Maritima (L)
Sea Onion (E)
Liliacées (Fa)
هو الفرعان، العنصل البحري، الإشقيل البحري، البصل البري؛ ويعرف أيضا ببصل الفأر عند العامة لأنه يقتله إذا أكله؛ ويسمى في المغرب ببصل الخنزير.
وفي كتاب الجامع لإبن البيطار يسميه العنصل.
أما إبن سينا فيطلق عليه إسم الإشقيل.
والأنطاكى يسميه بصل العنصل ويذكر أن أجوده ما أخذ في الصيف.
إشقيل Scilla maritima |
وصفه:
عشبة إشقيل
Scilla maritima
عشبة بصلية معمرة من فصيلة الّزّ نبقيات، وهي من أشهر أنواع الأبصال وأعرفها، والإشقيل أول نبات يقوم بالخريف وان لم تنزل الأمطار الا بتغيير الهواء من الحر إلى البرد وزيادة الرطوبة الجوية على عكس السورنجان (الكولشيك) الذي يعد من الأبصال ويخرج أيضا في فصل الخريف لكن إثر أبسط نوبة مطرية.
ويميز العشابون بين الإشقيل الذكر وهو الأحمر البصلة والإشقيل الأنثى وهو الأبيض البصلة.
وعلى أي حال فإن هذه البصلة كبيرة الحجم حيث يبلغ طولها حتى 20 سم وعرضها حتى 15 سم وزنها يقارب الكيلوغرامين، وهي هرمية الشكل تتألف من عدة أسفاط أي لفائف بعضها فوق بعض سميكة، غاصة بالمياه، وإذا يبست تبقشت، والبصلة الحمراء أي الذكرية أنفع من البصلة الأنثى، وقيل أن الأجود منها البصلة الحمراء ذات البريق التي في طعمها حرافة حادة ومرارة.
وتخرج من البصلة أوراق قرصية، مستطيلة تشبه أوراق الكراث قنابية، خضراء اللون، عددها يتراوح بين الثلاثة والستة أوراق طول الواحدة منها يقارب 50 سم.
أزهارها فردية قصيرة الزناد سداسية البتلات البيضاء اللون، الإهليلجية الشكل، المنبسطة كالنجمة، خالية من الكم، بداخلها ستة أسديات في طول البتلات منضغطة الخيوط طويلة المآبير، متدلية، تحيط بمسيم واحد.
ثمارها جفينات بيضوية الشكل مثلثة الجهات ذات ثلاث فصوص، تحوي بذورا كثيرة. إزهرارها ساقى الإرتكاز عنقودي التجميع، حيث يظهر في نهاية الشمراخ الخارج مثل العصا من وسط الأوراق ومن البصلة مباشرة طوله حتى المتر، قائم، بسيط، أسطواني الشكل مرصع حتى نصفه الأعلى بالأزهار.
إشقيل Scilla maritima |
الأجزاء المستعملة:
البصلة التي تجتث من الأرض في فصل الخريف عندما تكون النبتة في أعز قوتها. وبعد قلعها تزال وترمي لفائفها السطحية ليبسها وكذلك المركزية لكثرة مياهها، ويحتفظ بالباقي.
ولتجفيفها تقطع هذه اللفائف إلى شرائح عرضية وتعلق بخيوط، وتقطع بالخشب لأن الحديد يؤذيها.
وقد يستعمل مسحوقا، وشرابا وضمادة.
العناصر الفعالة:
بالإضافة إلى سكره الخميري أي الجليكوزيد فإن الإشقيل يحوي موادمخاطية وفلافونات، والسيلوتوكسين والسيليروزيد، والسيلارين C36 H52 H13.
والإشقيل ينحل في الخل أو الكحول أكثر منه في الماء.
المنافع:
عشبة إشقبل
Scilla maritima
لقد عرف الإشقيل كمفردة طبية مدرة منذ 16 قرن قبل المسيح وهو معزز للقلب نتيجة لما يحتويه من مادة السيلوتوكسين، كما أنه يثير مختلف الإفرازات بما فيها الرئوية.
والمداومة على إستعماله مضر للغاية حيث يؤدي إلى إلتهاب الأحشاء والقيء وأوجاع الكلا، لهذا ينصح أن لا يتعطاه كل من كان مصابا بإلتهاب المعدة والمصارين والكلا والمجاري البولية، والنزيف الدموي، كما لا يعالج به من كان نحيلا، ضعيفا، صفرويا، عصبيا، مصابا بالسل، والسرطان.
وهو مفيد لتعزيز القلب وأدرار البول، والإستسقاء والنزلات الصدرية وإنتفاخ الرئة. وقد يؤخذ الإشقيل مسحوقا من 0.05 إلى 0.1 غرام في اليوم لتنقية الصدر أو من 0.1 إلى 0.5 غرام في اليوم لادرار البول وتنقيته، ومن الأحسن أن يخلط بالحليب للتقليل من حرافته أو بالسكر.
وقد يؤخذ منقعا في الخل أو الكحول للحصول على ما يعرف بخل الإشقيل الذي يصنع من: 100 غرام من الإشقيل لكل 980 غرام من الخل، يضاف لهما 20 غرام من حمض الاسيتيك.
وللحصول على عسل الإشقيل يمزج كل نصف كيلوغرام من خل الإشقيل مع 2 كلغ من العسل. والاخذة منه من 5 إلى 50 غرام بالنسبة للكبار.
وذكر ديسقوريدوس أن العنصل له قوة حادة محرقة؛ واذا شوى وأكل كان كثير المنافع؛ وشيه يكون بلطخه بعجين أو بطين ثم يوضع في الفرن المتقد، أو يدفن في جمر إلى أن يجود شي الطين أو العجين ثم يقشر عنه فإن كان قد نضج نضجا جيدا أي صار منفسخا أبقى والألطخ مرة أخرى بالعجين أو الطين ويرد إلى الفرن حتى ينضج جيدا لأنه إذا إستعمل وهو غير ناضج أضر بالجوف، وقد يشوى في قدر يغطى ويوضع في الفرن.
وينبغي إذا نضج أن يؤخذ منه فقط وسطه أي القشور الواقعة بين القلب والسطح الخارجي. وقد يستحضر العنصل بقطعه وسلقه في الماء ثم تبديل هذا الماء مرارا إلى أن لا تبقى فيه مرارة ولا حرافة.
وقد يستحضر بقطعة وشكه في خيوط كتـان وتفريق القطع حتى لا يمس بعضها بعضا ويجفف في الظل؛ والمتقطع منه ينقع في الخل أو الشراب أو الزيت، وأما وسطه النيء فإنه يطبخ بالزيت ويذاب معه الراتنج أي صمغ الصنوبر ويوضع على الشقاق العارض في الرجلين، ويطبخ بالخل ليعمل منه ضمادا للسعة الأفعى.
وإذا أردنا أن يدر البول للمحبونين والذين يشكون معدتهم ويطفو فيها الطعام واليرقان والمغص والسعال المزمن والربو ونفث الدم والقيح من الرئة وينقي الصدر فيكتفي بـ 1.5 غرام مطبوخ بعسل وينبغي أن يجتنبه من كانت في جوفه قرحة.
وبزره إذا دق ناعما ووضع في تينة يابسة أو خلط بالعسل وأكل لين البطن، وإذا عجن هذا البزر المدقوق بخمر وحبب كالحمص ووضعت كل حبة في جوف تينة قد نقعت في العسل الرقيق يوما ثم مضغها المصاب بالقولنج الصعب الذي لا دواء له، ثم شرب بعدها ماء حار قد أغلى فيه بورق نفعه.
وصناعة خل الإشقيل عند القدماء كالآتي: يؤخذ من بصل العنصل الأبيض فينقى ويقطع بسكين عود، و تشك قطعه في خيط بحيث تكون متفرقة لايمس بعضها بعضا ويجفف في الظل 45 يوما، ثم يؤخذ منه مقدار 450 غرام ويلقى عليه 2.5 كلغ من الخل الحاذق ويوضع في الشمس 25 يوما وتكون الآنية التي فيها الخل والعنصل مغطاة جيدا ثم يؤخذ العنصل فيعصر ليحتفظ بالسائل ويرمى الثفل ثم يؤخذ هذا السائل من الخل فيصفى ويرفع.
وخل العنصل المعمول بهذه الطريقة يشد اللثة والأسنان المتحركة، ويذهب نتانة الفم مضمضة، وإذا تحسى به صلب الحلق، وصفى الصوت وقواه، وقد يستعمل لضعف المعدة ولرداءة الهضم ومرض المالنخوليا والصرع وتفتية الحصى الذي في المثانة وإختناق الرحم ووجعه وورم الطحال وعرق النسا ويقوى أعضاء البدن ويحسن لونه ويحد البصر وإذا صب في الأذن نفع من ثقلها، وبالجملة يفيد أمراض الجوف ما عدا قرحة الجوف، وينبغي أن يسقى منه على الريق في أول يوم شيء يسير ثم يزداد قليلا قليلا إلى أن يبلغ مقدار 20 غرام.
أما شراب العنصل (أي سيرو العنصل) فيصنع كالآتي: أن يؤخذ بصل العنصل ويقطع كما ذكرنا سابقا ويجفف في الشمس ويؤخذ منه مقدار رطل ويدق وينخل بمنخل ضيق ويوضع في صرة من القماش رقيق لتوضع في 10 ليترات من شراب (سكر مغلي في الماء) حديث في أول ما يعصر وتترك فيه ثلاثة أشهر وبعد ذلك يصفى الشراب ويفرغ في إناء آخر ويرفع بعد أن يسد رأس الإناء.
وهذا الشراب ينفع من سوء الهضم، وفساد الطعام في المعدة ومن البلغم الغليظ الذي يكون في المعدة والأمعاء ومن وجع الطحال وعرق النسا وفساد المزاج الذي يؤدي إلى الإستسقاء واليرقان وعسر البول والمغص والنفخ والفالج وشدخ أطراف العضل ويدر الطمث، وينبغي أن يجتنب شربه المحموم وصاحب القرحة في المعدية كما ذكرنا سابقا.
وقيل أن الإشقيل إذا دق قلبه وخلط بالخل العتيق وتدلك به في الحمام ذهب البهق الذي لا يوجد له دواء، وإذا عجن بعسل وعمل على داء الثعلب أي سقوط شعر الرأس وداء الحية نفعها نفعا جيدا، وإن قطعت بصلة وغمست في الزيت وقليت فيه حتى تجف نفع ذلك من جمود الدم في الأطراف وإذا قلى معه الثوم كان أبلغ وإن حّلّ في هذا الزيت شمع أصفر وكبريت يسير مسحوق وطلى به الجرب المتقرح واليابس والحكة أبرأها، وإذا حل فيه الزفت والكبريت نفع من قروح الرأس الشهدية.
وحاصل ما قيل في الإشقيل أنه ينفع من كل مرض ما خلا الحمى والقروح الباطنية ورمي الدم.
المصدر: النباتات الطبية في الجزائر للمنسق الأستاذ دكتور حليمي عبد القادر رحمه الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق